كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 154 """"""
من الفضة ، وجملة من أنواع الثياب والطرف ؛ وحملت إلى فرعون ، فحماها الله منه حتى رضي منها بالنظر . وكان فرعون قد رأى قبل ذلك من الآيات ما دله على أن زوال ملكه يكون على يد فتى من بني إسرائيل ؛ فقال : ائتوني بعمران لأنه كبير فيهم لأصطنع إليه وإليهم معروفاً . فأتي به ، فخلع عليه وتوجه ، وجعله سيد وزرائه ، حتى كان هامان وغيره يحسدونه .
ذكر شيء من الآيات التي رآها فرعون قبل مولد موسى عليه السلام
فمن ذلك أنه هتفت به الهواتف تقول : ويلك يا فرعون ، قد قرب زوال ملكك على يد فتى من بني إسرائيل .
ثم رأى الرؤى التي أزعجته وأفزعته ؛ فكان منها أنه رأى شاباً وقد دخل عليه وبيده عصا ، فضربه بها على رأسه وقال : ويلك يا فرعون ، ما أقل حياءك من خالق السموات ، كلما رأيت آية ازددت كفراً . ونظر إلى آسية في المنام ولها جناحان تطير بهما بين السماء والأرض حتى دخلت السماء ؛ ورأى الأرض قد انفرجت وأدخلته جوفها ؛ فانتبه فزعاً ، وقص رؤياه على أهل العبارة ، فقالوا : إنها تدل على مولود يولد يسلبك ملكك ، ويزعم أنه رسول إله السماء والأرض ويكون هلاكك وقومك على يديه .
و كان فرعون قبل ذلك إذا عبر عليهم رؤيا يقولون : هذه أضغاث أحلام ويكتمونه على ما تدل عليه .
ذكر خبر قتل الأطفال
قال : فاستشار فرعون وزراءه وأهل مملكته ؛ فأشاروا عليه بقتل من يولد من الذكور ؛ فقيل اثنتي عشرة ألف امرأة وسبعين ألف طفل ؛ وكان يعذب الحوامل حتى يسقطن ، حتى ضجت الملائكة إلى ربها ؛ فأوحى الله إليهم بأن له أجلاً وبشرهم بموسى ؛ وكان فرعون قد منع وزراءه وكبار أهل مملكته من الاجتماع بأهاليهم