كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 156 """"""
قال الله تعالى : " وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم " .
قال : فلما أتت به لتلقيه في النيل تصور لها إبليس في صورة حية سوداء وقال : إن ألقيته في اليم ابتلعته . فعلمت أنه إبليس ؛ فسمعت النداء : " ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين " .
قال : فطرحته في النيل . فقيل : أنه بقي في الماء أربعين ليلة .
وقيل : ثلاثاً .
وقيل : ليلة واحدة .
ذكر دخول التابوت في دار فرعون ورجوع موسى إلى أمه
قال : وأصبح فرعون في اليوم الذي دخل فيه التابوت إلى قصره ، فصعد أعلى القصر وأشرف فرأى التابوت والموج يلعب به ؛ وكان لفرعون سبع بنات من غير آسية ، بكل واحدة منهن نوع من البلاء والمرض ؛ وكان الأطباء قالوا له : إن دواءهن أن يغتسلن في النيل . فصنع لهن نهراً من النيل وأجراه في وسط القصر يصب في حوض عظيم ؛ فكانت بناته يغتسلن فيه ؛ فأمر الله الريح أن تلقي التابوت في ذلك النهر وبنات فرعون فيه ؛ فبادرت الكبرى وفتحته فإذا فيه موسى وله شعاع ونور ؛ فلما لمسته أذهب الله ما بها من البلاء والمرض ؛ فلمسنه بنات فرعون واحدة بعد أخرى ، فذهب ما بهن من الأمراض ؛ وأقبلن بالتابوت إلى آسية ؛ فلما رأته قبلته ولم تعلم أنه ابن عمها ؛ ثم أعادته إلى التابوت ؛ وحملته جارية معها ومضت به إلى فرعون ؛ فلما نظر إليه أرعد منه وقال : يا آسية ، إني أخاف أن يكون هذا عدوي ، ولا بد لي من قتله . فقالت له : قرة عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً .
وحكى الثعلبي أنها لما قالت : قرة عين لي ولك ، قال فرعون : قرة عين لك ، أما أنا فلا حاجة لي فيه .