كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 157 """"""
قال أبو إسحاق : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " والذي يحلف به لو أقر فرعون أن يكون له قرة عين كما أقرت به لهداه الله تعالى كما هدى به امرأته ولكن الله تعالى حرمه ذلك " .
قال الكسائي : ولم تزل تتلطف بفرعون حتى تركه ، وأحضرت له المراضع فلم يرضعهن . قال الله تعالى : " وحرمنا عليه المراضع من قبل " .
وأرسلت أم موسى ابنتها كلثم ، قال الله تعالى : " وقالت لأخته قصيه فبصرت به عن جنب وهم لا يشعرون " .
قال : فدخلت قصر فرعون فرأته في حجر آسية وقد امتنع أن يرضع ؛ فتقدمت إليها ، فقالت هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون .
قال : ولم تعلم آسية أنها ابنة عمها لرثاثة ثيابها ، لأنها دخلت في حلبة المراضع ؛ فالتفت إليها فرعون وقال : من هؤلاء القوم الذين يكفلونه ؟ قالت : قوم من آل إبراهيم . قال : اذهبي وائتني بهم . فرجعت إلى أمها وأخبرتها ؛ فدخلت على فرعون وموسى بين يديه ، فعرفتها آسية وقالت : خذي هذا الصبي وأرضعيه . فلما أخذته التقم ثديها ورضع منه ، وفرعون لا يعلم أنها امرأة عمران ؛ فقالت لها آسية : أحب أن تكونين عندي إلى أن يستغني هذا الغلام عن الرضاع . فأقامت عند آسية سنتين حتى فطمته وفارقته مستبشرة فرحة .
وحكى الثعلبي أنها لم تقم عد آسية ، بل أخذته وصارت إلى منزلها فأرضعته إلى أن تم رضاعه ، وأعادته إلى آسية ؛ والله أعلم .
ذكر شيء من عجائب موسى وآياته
قال : فلما صار موسى من أبناء ثلاث سنين ، استدعاه فرعون وأجلسه في حجره وجعل يلاعبه ؛ فقبض على لحية فرعون ؛ فتألم لذلك وقال : لا شك أن هذا عدوي . وهم بقتله ؛ فقالت له آسية : إن الصبيان لهم جراءة ولعب من غير معرفة ولا