كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 162 """"""
النار لعلكم تصطلون ، فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين " .
ولم يكن هناك نار بل نور .
قال الثعلبي : واختلفوا في الشجرة ما كانت ، فقيل : العوسجة . وقيل : العناب .
قال الكسائي : وأمر موسى بخلع نعليه ؛ قال الله تعالى : " فلما أتاها نودي يا موسى ، إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ، وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى " إلى قوله " وما تلك بيمينك يا موسى ، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى " .
قال : لأنه كان يركزها في الأرض ويعلق عليها كساءه وأدواته ونعليه ، ويقاتل بها السباع ، ويستظل بها من الشمس .
قال الله تعالى : " ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى " على مثال الثعبان العظيم .
قال : فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبراً ولم يعقب . فلما أمعن في الهرب قال له جبريل : أتهرب من ربك وهو يكلمك ؟ قال : ما فررت إلا من الموت . ورجع وهي بحالها ؛ قال الله تعالى : " خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى " .
فأدخل يده فيها فإذا هي عصا ؛ ثم قال الله له : " واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أخرى " فذهب الخوف عن موسى ؛ ثم أمره الله تعالى أن يذهب إلى فرعون ، فقال : " اذهب إلى فرعون إنه طغى " .
قال موسى : رب اشرح لي صدري ، ويسر لي أمري ، واحلل عقدة من لساني ، يفقهوا قولي ، واجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبحك كثيراً ، ونذكرك كثيراً ، إنك كنت بنا بصيراً . قال الله تعالى : " قد أوتيت سؤلك يا موسى " .