كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
يسجد لك ، وقد ختمت كرامتي لك بأمتي حواء ، وقد بنيت لكما دار الحيوان من قبل أن أخلقكما بألفي عام ، على أن تدخلاها بعهدي وأمانتي .
ذكر عرض الأمانة على آدم عليه السلام
قال الله تعالى : " إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً " .
قال : وهي أن يكافأوا على الإحسان ، ويعذبوا على الإساءة ، فأبوا ؛ فعرضت على آدم ، فقيل له : إن أطعت كافأتك بالإحسان ، وخلدتك في الجنان ، وإن تركت عهدي أخرجتك من داري ، وعذبتك بناري .
فقبل آدم الأمانة ، فعجب الملائكة من ذلك ، ثم مثل له ولحواء إبليس ، وقيل له : " هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى " .
ثم ناداهما الرب : إن من عهدي إليكما وأمانتي أن تدخلا الجنة " فكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " فقبلا هذه العهود كلها .
ثم أمر الله تعالى بإدخالهما الحنة ، فحمل آدم على الفرس الميمون ، وحواء وراءه على الناقة ، والملائكة عن اليمين والشمال وأمامهما وخلفهما حتى بلغوا باب الجنة ودخلا واستقرا بجنة عدن في وسط الجنة بعد أن طافا بالجنان ، فقدم إليهما من فواكه الجنة فأكلا ، فكانا في الجنة خمسمائة عام من أعوام الدنيا في أتم سرور وأنعم الأحوال .
ذكر خبر إبليس والطاوس والحية
قال : ولما سمع إبليس أن الله تعالى أباح لآدم أن يأكل من ثمار الجنة إلا شجرة واحدة ، فرح بذلك ، وقال : لأخرجنهما من الجنة .
ثم مر مستخفياً في طرقات السموات حتى وقف على باب الجنة ، فإذا الطاوس قد خرج من الجنة وله جناحان إذا نشرهما غطى سدرة بهما المنتهى ، وله ذنب من الياقوت الأحمر ، وهو أطيب طيور

الصفحة 17