كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 191 """"""
وقيل : الدار الهلاك ، وجمعه أدوار ؛ وذلك أن الله تعالى لما أغرق فرعون وقومه أمر البحر أن يقذف أجسادهم إلى الساحل ؛ ففعل ، فنظر إليهم بنو إسرائيل ، فأراهم هلاك الفاسقين .
وقال يمان : يعني مسكن فرعون .
وأما ما ورد في تفسير قوله تعالى : " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " .
قوله تعالى : " ومن قوم موسى " ، يعني بني إسرائيل " أمة " جماعة " يهدون بالحق " ، أي يرشدون إلى الحق .
وقيل : معناه يهتدون ويستقيمون عليه ويعملون به " وبه يعدلون " أي ينصفون من أنفسهم لا يجورون .
قال السدي : هم قوم بينكم وبينهم نهر من شهد .
وقال ابن جريج : بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا - وكانوا اثني عشر سبطاً - تبرأ سبط منهم ؛ واعتذروا وسألوا الله تعالى أن يفرق بينهم وبينهم ، ففتح الله تعالى لهم نفقاً في الأرض ، فساروا فيه سنة ونصفاً حتى خرجوا من وراء الصين ؛ فهم هناك حنفاء مسلمون مستقبلون قبلتنا .
قال الكلبي وربيع والضحاك وعطاء : هم قوم من المغرب خلف الصين على نهر يحوي الرمل يسمى نهر أوران ، وليس لأحدهم مال دون صاحبه ؛ يمطرون بالليل ، ويصحون بالنهار ويزرعون ، لا يصل إليهم منا أحد ولا منهم إلينا وهم على الحق . قال : وذكر عن النبي - ( صلى الله عليه وسلم ) - إن جبريل ذهب به ليلة أسري به إليهم ؛ فكلمهم ؛ فقال لهم جبريل : هل تعرفون من تكلمون ؟ قالوا : لا . قال : هذا محمد النبي الأمي . فآمنوا به وقالوا : يا رسول الله ، إن موسى أوصانا وقال : من أدرك منكم أحمد فليقرأ