كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 192 """"""
مني عليه السلام . فرد رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - على موسى وعليهم السلام ؛ ثم أقرأهم عشر سور من القرآن نزلت بمكة ولم تكن نزلت فريضة سوى الصلاة والزكاة ، فأمرهم بالصلاة والزكاة ، وأمرهم أن يقيموا مكانهم ، وكانوا يسبتون ، فأمرهم أن يجمعوا ويتركوا السبت .
حكاه أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره .
نرجع إلى تتمة أخبار موسى - عليه السلام - .
ذكر خبر السامري واتخاذه العجل وافتتان بني إسرائيل به
قال الكسائي والثعلبي وغيرهما من أهل السير ما مختصره ومعناه : إن موسى - عليه السلام - لما توجه إلى البقعة المباركة التي كلمه الله تعالى فيها لميقات ربه ، استخلف أخاه هارون على بني إسرائيل ، وكان السامري فيهم .
واختلف فيه ، فقال قتادة والسدي : كان السامري رجل من عظماء بني إسرائيل من قبيلة يقال لها : سامرة ولكنه عدو لله منافق .
وقال سعيد : كان السامري من كرمان .
وقال غيرهم : كان رجلاً صائغاً من أهل باجرما ، واسمه ميخا .
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : اسمه موسى بن ظفر ، وكان رجلاً منافقاً وقد أظهر الإسلام ؛ وكان من قوم يعبدون البقر ، فدخل قلبه حب البقر ، فلما ذهب موسى - عليه السلام - لميقات ربه - وكان قد واعد قومه ثلاثين ليلة فأتمها الله بعشر ، كما أخبر الله عز وجل - فعد بنوا إسرائيل ثلاثين ، فلما لم يرجع إليهم موسى افتتنوا وقالوا : إن موسى أخلفنا الوعد ؛ فاغتنمها السامري ففعل ما فعل .
وقال قوم : إنهم عدوا الليلة يوماً واليوم يوماً ، وكان موسى قد واعدهم أربعين ، فلما مضت عشرين يوماً افتتنوا ، فأتاهم السامري وقال : إن موسى قد احتبس عنكم ، فينبغي لكم أن تتخذوا إلهاً ، فإن موسى ليس يرجع إليكم ، وقد تم الميقات . وإنما طمع فيهم السامري لأنهم في اليوم الذي أنجاهم الله من فرعون وطلعوا من البحر ،