كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 202 """"""
إن مفاتيحه لتنوء بالعصبة ، وكانت أربعمائة ألف ألف في أربعين جراباً .
قال : فبغى وطغى حين استغنى ، فكان أول طغيانه وعصيانه أنه تكبر واستطال على الناس بكثرة الأموال ، وكان يخرج في زينته .
قال مجاهد : خرج على براذين بيض عليها سروج الأرجوان وعليه المعصفرات .
وقال ابن أسلم : خرج في سبعين ألفاً عليهم المعصفرات .
قال : وذلك أول يوم ظهرت فيه المعصفرات في الأرض .
وقال مقاتل : خرج على بغلة شهباء على سرج من الذهب عليه الأرجوان ومعه ألف فارس عليهم الديباج وعلى دوابهم الأرجوان ؛ ومعه ستمائة جارية بيض عليهن الحلي والثياب الحمر ، وهن على البغال الشهب .
وحكى الكسائي أن قارون اتخذ سريراً من الذهب يصعد إليه بمراق ، وعليه أنواع من فرش الديباج ، وعلى رأسه تاج من الذهب مرصع بالجوهر .
قالوا : فلما خرج في بعض الأيام في زينة عظيمة ، تمنى أهل الجهالة والخسارة مثل الذي أوتيه ، وقالوا ما أخبر الله تعالى به عنهم : " قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم " فأنكر عليهم أهل العلم بالله تعالى ، وقالوا لهم : اتقوا الله واعملوا ما أمركم به ، وانتهوا عما نهاكم الله عنه ، فإن ثواب الله خير لمن أمن وعمل صالحاً من لذات الدنيا وشهواتها ؛ قال الله تعالى : " ولا يلقاها " ، أي لا يوفق لهذه الكلمة " إلا الصابرون " ، أي على طاعة الله وعن زينة الحياة الدنيا . قالوا : ثم أوحى الله تعالى إلى نبيه موسى - عليه السلام - أن يأمر قومه أن يعلقوا في آذانهم خيوطاً أربعة ، في كل طرف خيط أخضر كلون السماء فقال موسى : يا رب لم أمرت بني إسرائيل بتعليق هذه الخيوط الخضر في آذانهم ؟ فقال تعالى : إن بني

الصفحة 202