كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 206 """"""
كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين " .
قال : فلما حلت نقمة الله تعالى بقارون حمد المؤمنون الله تعالى ، وندم الذين كانوا يتمنون ماله وحاله ، كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله : " وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا وخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون " . والله الفعال .
ذكر خبر موسى والخضر - عليهما السلام -
وهذا الخبر إنما رجعت فيه واعتمدت على ما ورد في الحديث الصحيح النبوي مما خرجه البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه ، ورويناه بسندنا عنه بسنده عن ابن عباس عن أبي بن كعب - رضي الله عنهم - عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : أن موسى - عليه السلام - قام خطيباً في بني إسرائيل ، فسئل : أي الناس أعلم ؟ قال : أنا . فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه ؛ فقال : بلى ، بمجمع البحرين هو أعلم منك .
وورد في الحديث الآخر من رواية البخاري : بلى عبدنا خضر . قال : أي رب ومن لي به ؟ قال سفيان من روايته : أي رب وكيف لي به ؟ قال : تأخذ حوتاً فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم . وربما قال : فهو ثمة .
فأخذ حوتاً فجعله في كتل ، ثم انطلق هو وفتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما ؛ فرقد موسى عليه السلام ، واضطرب الحوت فخرج فسقط في البحر : " فاتخذ سبيله في البحر سراب " ؛ فأمسك الله عن الحوت حرية الماء فصار مثل الطاق ؛ فانطلقا يمشيان بقية يومهما وليلتهما ، حتى إذا كان من الغد قال لفتاه : " ائتنا عداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " ؛ ولم يجد موسى النصب حتى جاوز

الصفحة 206