كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 208 """"""
مائلاً ، " فأقامه " - أومأ بيده هكذا وأشار سفيان كأنه يمسح شيئاً إلى فوق - قال : قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا عمدت إلى حائطهم ، " لو شئت لاتخذت عليه أجراً ، قال : هذا فراق بيني وبينك سأنبئك يتأويل ما لم تستطع عليه صبراً " .
قال النبي - ( صلى الله عليه وسلم ) " وودنا أن موسى كان صبر فقص علينا من خبرهما " .
قال سفيان : قال النبي - ( صلى الله عليه وسلم ) - : " يرحم الله موسى لو كان صبر لقص علينا من أمرهما " .
وقرأ ابن عباس - رضي الله عنهما - : " أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصباً ، وأما الغلام فكان كافراً وكان أبواه مؤمنين " .
ثم قال لي سفيان : سمعته منه مرتين وحفظته منه .
هذا حديث البخاري عن علي ابن عبد الله عن سفيان عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب ؛ وقصتهما في كتاب الله تعالى : " أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأرت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً ، وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً " الآيات ، إلى قوله : " وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراً " .
وحكى أبو إسحاق الثعلبي - رحمه الله - في قصصه أن الخضر - عليه السلام - اسمه بليا بن ملكان بن فالغ بن عابر بن شالح بن أزفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام .
وروى حديثاً عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء وإذا هي تهتز تحته خضراء .