كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 209 """"""
وروى عن مجاهد قال : إنما سمي الخضر لأنه حيثما صلى اخضر ما حوله .
قال الثعلبي : وكان الخضر في أيام أفريدون الملك على قول عامة أهل الكتب الأول .
قال : وقيل إنه كان على مقدمة ذي القرنين الأكبر الذي كان في أيام إبراهيم - عليه السلام - وذلك في أيام مسيره في البلاد ، وأنه بلغ مع ذي القرنين نهر الحياة وشرب من ماءه وهو لا يعلم ولا يعلم ذو القرنين ، فخلد ، وهو حي إلى الآن ؛ والله أعلم .
وسنذكر - إن شاء الله تعالى - في السفر الذي يلي هذا السفر خبره في ظفره بماء الحياة في أخبار ذي القرنين
ذكر خبر البقرة وقتل عاميل
قال أبو إسحاق الثعلبي - رحمه الله تعالى - في تفسيره عن السدي وغيره : إن رجلاً كان في بني إسرائيل كان باراً بأبيه ، وبلغ من بره به أن رجلاً أتاه بلؤلؤة فابتاعها منه بخمسين ألفاً وكان فيها فضل وربح ؛ فقال له البائع : أعطني الثمن . فقال : إن أبي نائم ، ومفتاح الصندوق تحت رأسه ، فأمهلني حتى يستيقظ فأعطيك الثمن . فقال له البائع : أيقظ أباك وأعطني المال . قال : ما كنت لأفعل ولكن أزيدك عشرة آلاف وأنظرني حتى ينتبه . فقال الرجل : أنا أعطيك عشرة آلاف إن أيقظت أباك وعجلت النقد . فقال : أنا أزيدك عشرين ألفاً إن انتظرت انتباهه . ففعل ولم يوقظ أباه ؛ فلما استيقظ أبوه أخبره بذلك ، فدعا له وجزاه خيراً ، وقال له : أحسنت يا بني ، وهذه البقرة لك بما صنعت . وكانت بقية بقر كانت لهم .
قال : وقال ابن عباس ووهب وغيرهما : كان في بني إسرائيل رجل صالح له ابن طفل ، وكان له عجلة ، فأتى بها إلى غيضة وقال : اللهم إني استودعتك هذه العجلة

الصفحة 209