كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 21 """"""
فإنك شؤم أبداً ما بقيت ؛ ثم أتي بالحية وقد جذبتها الملائكة جذباً شديداً ، وهي ممسوخة مبطوحة ، على بطنها لا قوائم لها ، وصارت ممدودة مشوهة ، ومنعت النطق فصارت خرساء ، مشقوقة اللسان ، فقالت لها الملائكة : لا رحمك الله ولا رحم من يرحمك .
ثم حجبت حواء عن آدم من هناك ، ومر به جبريل في طرائق السموات ، ونظرت إليه الملائكة عرياناً ففزعت منه ، وقالت : إلهنا ، هذا آدم بديع فطرتك أقله عثرته .
وآدم قد ترك يده اليمنى على رأسه ، واليسرى على سوأته ، ودموعه تجري على خديه ، وكلما مر على ملإ من الكلائكة يوبخونه على نقض عهد الله وميثلقه ، وأكثروا عليه في الملامة والتوبيخ ؛ فقال لهم : يا ملائكة ربي ، ارحموني ولا توبخوني ، فالذي جرى علي بقضاء ربي ، حيث قال : " إني جاعل في الأرض خليفة " الآية .
ذكر سؤال إبليس - لعنه الله تعالى -
قال : وقال إبليس : يا رب أضللتني وأغويتني وأبلستني ، وكان ذلك في سابق علمك " فانظرني إلى يوم يبعثون ، قال فإنك من المنظرين ، إلى يوم الوقت المعلوم " وهي النفخة الأولى ، " قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " .
قال الله تعالى : " اخرج منها مذءوماً مدحوراً لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين " .
قال إبليس : أنظرتني فأين سيكون مسكني ؟ قال : إذا هبطت إلى الأرض فمسكنك المزابل .
قال : فما قراءتي ؟ قال : الشعر والغناء . قال : فما مؤذني ؟ قال : المزمار . قال : فما طعامي ؟ قال : ما لم يذكر إسمي عليه . قال : فما شرابي ؟ قال : الخمور . قال : فما بيتي ؟ قال : الحمامات ؛ قال : فما مجلسي ؟ قال : الأسواق . قال : فما شعاري ؟ قال : لعنتي . قال : فما دثاري ؟ قال : سخطي قال : فما

الصفحة 21