كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 212 """"""
وقال الكلبي : قتله ابن أخيه لينكح ابنته ، فلما قتله حمله من قريته إلى قرية أخرى وألقاه هناك .
وقيل : ألقاه بين قريتين .
وقال عكرمة : كان لبني إسرائيل مسجد له اثنا عشر باباً ، لكل سبط منهم باب ، فوجد قتيل على باب السبط ، وجر إلى باب سبط آخر ، فاختصم السبطان فيه .
وقال ابن سيرين : قتله القاتل ثم احتمله فوضعه على باب رجل منهم ، ثم أصبح يطلب بثأره ودمه ويدعيه عليه .
قالوا : فجاء أولياء القتيل إلى موسى - عليه السلام - وأتوه بأناس وادعوا عليهم القتل ، وسألوه القصاص ؛ فسألهم موسى عن ذلك ، فجحدوا ، فاشتبه أمر القتيل على موسى - عليه السلام - ووقع بينهم خلاف .
قال الكلبي : وذلك قبل نزول القسامة في التوراة ، فسألوا موسى - عليه السلام - أن يدعو الله ليبين لهم ذلك ؛ فسأل موسى - عليه السلام - ربه عز وجل ؛ فأمرهم بذبح بقرة ؛ فقال لهم موسى ما أخبر الله تعالى به في قوله : " وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " ، أي تستهزئ بنا حين نسألك عن القتيل وتأمرنا بذبح البقرة ؛ وإنما قالوا ذلك لتباعد ما بين الأمرين في الظاهر ، ولم يدروا ما الحكمة فيه . قال موسى : " أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " ، أي من المستهزئين ؛ فلما علم القوم أن ذبح البقرة عزم من الله عز وجل ، سألوه الوصف ، فذلك قوله تعالى : " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي " .
قال : ولو أنهم عمدوا إلى أدنى بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم ، ولكن شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم ؛ وإنما كان تشديدهم تقديراً من الله - عز وجل - وحكمة .
قال : ومعنى " ادع لنا ربك " ، أي سل ؛ وهكذا في مصحف عبد الله : " سل لنا ربك يبين لنا ما هي وما سنها " . قال موسى : إنه - يعني الله عز وجل - يقول : " إنها