كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
بقرة لا فارض ولا بكر " : لا كبيرة ولا صغيرة " عوان بين ذلك " أي نصف بين السنين .
وقال الأخفش : العوان التي نتجت مراراً ، وجمعه عون . " فافعلوا ما تؤمرون " : من ذبح البقرة ، ولا تكرروا القول . " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " .
قال ابن عباس : شديدة الصفرة .
وقال قتادة وأبو العالية والربيع : صاف .
وقال سعيد بن جبير : صفراء القرنين والظلف .
وقال الحسن : سوداء . والعرب تسمي الأسود أصفر .
وقال العتبي : غلط من قال : الصفراء هاهنا السوداء ، لأن هذا غلط في نعوت البقر ، وإنما هو من نعوت الإبل ، وذلك أن السود من الإبل يشوب سوادها صفرة .
وقال آخر : إن لو أراد السواد لما أكده بالفقوع ، أن الفاقع : البالغ في الصفرة ، كما يقال : أبيض يقق ، وأسود حالك ، وأحمر قانئ ، وأخضر ناضر . " تسر الناظرين " إليها ، ويعجبهم حسنها وصفاء لونها ، لأن العين تسر وتولع بالنظر إلى الشيء الحسن .
وقال علي - رضي الله عنه - : من لبس نعلاً صفراء قل همه ، لأن الله تعالى يقول : " صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ، قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي " أسائمة أم عاملة " إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون " أي إلى وصفها . قال رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - : " وأيم الله لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد " . " قال إن يقول إنها بقرة لا ذلول " ، أي مذللة للعمل . " تثير الأرض " ، أي تقلبها للزراعة " ولا تسقي الحرث مسلمة " أي بريئة من العيوب .

الصفحة 213