كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
السيئة " ، أي يدفعون . قال الله تعالى : " فقلنا اضربوه ببعضها " يعني القتيل ببعض البقرة .
واختلفوا في هذا البعض ما هو .
فقال ابن عباس : ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف ، وهو المقبل .
وقال الضحاك : بلسانها .
قال الحسين بن الفضل : وهذا أولى الأقوال ، لأن المراد كان من إحياء القتيل كلامه ، واللسان آلته .
وقال سعيد بن جبير : بعجم ذنبها .
قال يمان بن زرياب : وهو أولى التأويلات بالصواب ، لأن العصعص أساس البدن الذي ركب عليه الخلق ، وأن أول ما يخلق ، وآخر ما يبلى .
وقال مجاهداً : بذنبها .
وقال عكرمة والكلبي : بفخذها الأيمن .
وقال السدي : بالبضعة التي بين كتفيها .
وقيل : بأذنها . فقام القتيل - بإذن الله عز وجل - وأوداجه تشخب دماً ، وقال : قتلني فلان . ثم مات وسقط مكانه ؛ قال الله تعالى : " كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون " .
قال الكلبي : ثم قالوا بعد ذلك : " لم نقتله حن " وأنكروا ، فلم يكونوا قط أقسى قلباً ول أشد تكذيباً منهم لنبيهم عند ذلك ، ولذلك يقول الله تعالى : " ثم قست قلوبكم من بعد فهي كالحجارة أو أشد قسوة " .
قال الكلبي : يبست واشتدت .
وقال أبو عبيدة : جفت من الشدة فلم تلن .

الصفحة 215