كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 216 """"""
وقيل : غلظت .
وقيل : اشتدت .
وقال الزجاج : تأويل القسوة ذهاب اللين والرحمة والخشوع والخضوع .
قوله : " من بعد ذلك " ، أي من بعد ظهور الدلالات ، فهي في غلظها وشدتها " كالحجارة أو أشد قسوة " ، أي بل أشد قسوة .
ثم عدد الله تعالى الحجارة وفضلها على القلب القاسي ، وقال تعالى : " وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله " ، أي ينزل من أعلى الجبل إلى أسفله " وما الله بغافل عما تعلمون " .
ذكر بناء بيت المقدس وخبر القربان والتابوت والسكينة وصفة النار
وهذا البيت ليس هو البيت المقدس الموجود الآن ، وإنما هو الذي تسميه اليهود : " قبة الزمان " ويزعمون أن ذلك نص التوراة ، وكان من خبر هذه القصة ما رواه الثعلبي بإسناده عن وهب بن منبه قال : أوحى الله تعالى إلى موسى - عليه السلام - أن يتخذ مسجداً لجماعتهم ، وبيت قدس للتوراة ، وتابوتاً للسكينة وقباباً للقربان ، وأن يجعل لذلك المسجد سرادقات باطنها وظاهرها من الجلود الملبسة عليها ، وأن تكون تلك الجلود من جلود ذبائح القربان ، وحبالها من أصواف تلك الذبائح ؛ وعهد إليه ألا تغزل تلك الحبال حائض ، ولا يدبغ تلك الجلود جنب ؛ وأمره أن ينصب تلك السرادقات على عمد من نحاس ، طول كل عمود منها أربعون ذراعاً ، ويجعل فيها اثني عشر قسماً مشرجاً ، إذا نقضت صارت اثني عشر جزءاً ، يحمل كل جزء بما فيه من العمد سبط من الأسباط من بني إسرائيل ؛ وأمره أن يجعل سعة ذلك السرادق ستمائة ذراع ، وأن ينصب فيه سبع قباب ، ست قباب منها مشبكة بقضبان الذهب والفضة ، كل واحدة منهن منصوبة على عمود من فضة طول كل عمود منها أربعون ذراعاً ، وعليها أربعة دسوت ثياب ، الباطن منها سندس أخضر ، والثاني أرجوان

الصفحة 216