كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 217 """"""
أحمر ، والثالث ديباج أصفر ، والرابع من جلود القربان وقاية لها من المطر والغبار ، وحبالها التي تمد بها من صوف القربان ، وأن يجعل سعتها أربعين ذراعاً ، وأن ينصب في جوفها موائد من فضة مربعة مرصعة يوضع عليها القربان ، سعة كل مائدة منها أربع أذرع ، لا ينال الرجل منها إلا قائماً ؛ وأمر أن ينصب بيت المقدس على عمود من ذهب ، طوله سبعون ذراعاً ، وأن يضعه على سبيكة من ذهب أحمر طولها تسعون ذراعاً ، مرصعة بألوان الجواهر ، وأن يجعل أسفله مشبكاً بقضبان الذهب والفضة ، وأن يجعل حباله التي يمد بها من صوف القربان مصبوغة بألوان من أحمر وأصفر وأخضر ؛ وأن يلبسه سبعة من الحلل ، الباطن منها سندس أخضر ، والثاني أرجوان أحمر ، والثالث ديباج أصفر ، والرابع من الحرير الأبيض ، وسائرها من الديباج والوشي ؛ والظاهر غاشية له من جلود القربان وقاية له من الأذى والندى ؛ وأمره أن يجعل سعته سبعين ذراعاً ، وأن يفرش القباب بالقز الأحمر ؛ وأمره أن ينصب فيه تابوتاً من ذهب كتابوت الميثاق ، مرصعاً بأنواع الجواهر والياقوت والزمرد الأخضر ، وقوائمه من الذهب ، وأن يجعل سعته سبع أذرع في أربع أذرع ، وعلوم قامة موسى عليه السلام ، وأن يجعل له أربعة أبواب : باب تدخل منه الملائكة ، وباب يدخل منه موسى ، وباب يدخل منه هارون ، وباب يدخل منه أولاد هارون ، وهم سدنة ذلك البيت وخزان التابوت ، وأمر الله نبيه موسى أن يأخذ من كل محتلم من بني إسرائيل مثقالاً من الذهب فينفقه على هذا البيت ، وأن يجعل باقي المال الذي يحتاج إليه في ذلك من الحلي والحلل التي ورثها موسى وأصحابه من فرعون وأصحابه ؛ ففعل موسى ذلك ، فبلغ عدد رجال بني إسرائيل ستمائة ألف وسبعمائة وخمسين رجلاً فأخذ منهم ذلك المال .
وأوحى الله تعالى إليه أني منزل عليكم من السماء ناراً لا دخان لها ولا تحرق شيئاً ، ولا تنطفئ أبداً ، لتأكل القرابين المتقبلة ، وتسرج منها القناديل التي في بيت المقدس ، وكانت من ذهب معلقة بسلاسل من ذهب ، منظومة باليواقيت واللآلئ وأنواع الجواهر ؛ وأمره أن يضع في وسط البيت صخرة عظيمة من الرخام ، وينقر فيها