كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 219 """"""
وقال السدي : يعني وجعلكم أحراراً تملكون أنفسكم بعدما كنتم في أيدي القبط بمنزلة أهل الجزية ، فأخرجكم الله تعالى من ذلك الذل .
" وآتاكم ما لم يؤت أحد من العالمين " ، يعني من عالم زمانكم .
وقال مجاهد : يعني المن والسلوى والحجر والغمام .
قال : ثم أوحى الله تعالى أن يسير ببني إسرائيل إلى الأرض المقدسة ويجاهد الجبارين ؛ فأخرجهم موسى - عليه السلام - لذلك ، فقال : " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " .
قال الثعلبي : اختلفوا في الأرض المقدسة ما هي .
فقال مجاهد : هي الطور وما حوله .
وقال الضحاك : هي إيلياء وبيت المقدس .
وقال عكرمة والسدي وابن يزيد : هي أريحا .
وقال الكلبي : دمشق وفلسطين وبعض الأردن .
وقال قتادة : الشام كله .
قال الكسائي : فلما أخبرهم موسى بذلك قالوا : يا موسى إنك قلت لنا حين أخرجتنا من مصر : إن الله تعالى بعثك لتنقذنا من عذاب فرعون ، والآن فإنك تحملنا على ما هو أشق منه ، وبيننا وبين الأرض المقدسة المفاوز والقفار ، وكيف ندخلها ولا زاد معنا ولا ماء ؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى ، قل لهم : إني منزل عليهم المن والسلوى ، وقد أمرت الحجر أن يتفجر لهم بالماء العذب ، وأمرت الغمام أن

الصفحة 219