كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 22 """"""
مصايدي ؟ قال : النساء . قال : فوعزتك لا أخرجت محبة النساء من قلوب بني آدم حتى يتغرغر بالموت ، قيل له : يا ملعون ، فإن ربك لا ينزع التوبة من ولد آدم حتى يتغرغر بالموت ، " فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين " .
ذكر سؤال آدم - عليه السلام -
قال : فعند ذلك قال آدم : يا رب هذا إبليس قد أعطيته النظرة ، وقد أقسم بعزتك أنه يغوي أولادي ، فبماذا أحترز من مكايده ؟ فنودي ، يا آدم ، إني قد مننت عليك بثلاث خصال ، واحدة لي ، وهي أن تعبدني لا تشرك بي شيئاً ، وواحدة لك ، وهي ما عملت من صغيرة أو كبيرة من الحسنات فلك بالحسنة عشر وإن عملت سيئة فواحدة بواحدة ، وإن استغفرتني غفرتها لك وأنا الغفور الرحيم ، وواحدة بيني وبينك ، وهي أن منك المسألة ومني الإجابة ، فابسط يدك وادعني فإني قريب مجيب .
فصاح إبليس حسداً لآدم وقال : كيف أكيد ولد آدم الآن ؟ فنودي : يا ملعون " واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " .
قال إبليس : زدني يا رب ؛ قال لا يولد لآدم ولد إلا يولد لك سبعة : قال : رب زدني ، قال : زدتك أن تجري منهم مجرى الدم في عروقهم ، وتسكن في صدورهم .
فقال : يا رب حسبي ؛ ثم قال علام أهبط إلى الأرض ؟ قال : على الإياس من رحمتي .
قال : ثم نظر آدم إلى الحية وقال : رب هذه اللعينة هي التي أعانت عدوي علي ، فبماذا أتقوى عليها ؟ فقيل له : قد جعلت مسكنها الظلمات ، وطعامها التراب فإذا رأيتها فاشدخ رأسها .
وقيل للطاوس : مسكنك أطراف الأنهار ، ورزقك مما تنبته الأرض من حبها ، وألقي عليك المحبة حتى لا تقتل .

الصفحة 22