كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 223 """"""
فقال لهم موسى عند ذلك : " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم " .
قالوا : مصراً من الأمصار ، ولذلك نونه ؛ ولو أراد مصر بعينها لقال : مصر ولم يصرفه ، كقوله تعالى : " ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " .
وقال الضحاك : هي مصر فرعون .
واليهود يزعمون أن موسى - عليه السلام - وبني إسرائيل حرم عليهم بنص التوراة الدخول إلى مصر حين خرجوا منها عند اتباع فرعون لهم وغرقه ، وأنهم لم يدخلوها بعد ذلك . والله أعلم .
ولنرجع إلى أخبار النقباء وقتال الجبارين .
ذكر خبر النقباء ومسيرهم إلى أريحا ، وقصة عوج بن عوق وخبر التيه
قال الله عز وجل : " ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً " .
قال الثعلبي : وذلك أن الله تعالى وعد موسى - عليه السلام - أن يورثه وقومه الأرض المقدسة ، وهي الشام ، وكان يسكنها الكنعانيون الجبارون ووعدهم أن يهلكهم ويجعل أرض الشام مسكن بني إسرائيل ؛ فلما استقرت ببني إسرائيل الدار بمصر أمرهم الله تعالى بالمسير إلى أريحا .
" هكذا قال الثعلبي : بمصر " . واليهود تنكر ذلك ، ويقولون : إن نص التوراة عندهم أن الله تعالى لما أغرق فرعون وقومه ونجى موسى وبني إسرائيل ، تنقلوا من مكان إلى آخر . ويذكرون أسماء الأماكن بالعبرانية - وليست تعرف الآن - وكان في خلال مسيرهم خبر التيه ، وكل ما تقدم ذكره من الأخبار يزعمون أنه في التيه ؛ والله أعلم .
نعود إلى سياق الثعلبي .