كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 224 """"""
قال : فأمرهم الله تعالى بالمسير إلى أريحا وأرض الشام ، وهي الأرض المقدسة وقال : يا موسى ، إني قد كتبتها لكم داراً وقراراً ، فاخرج إليها وجاهد من فيها من العدو ، فإني ناصركم عليهم ، وخذ من قومك اثني عشر نقيباً ، من كل سبط نقيباً يكون كفيلاً على قومه بالوفاء منهم على ما أمروا به .
فاختار موسى - عليه السلام - النقباء .
قال : " وهذه أسماؤهم ؛ " من سبط روبيل شامل بن زكور . ومن سبط شمعون سافاط بن حري . ومن سبط يهوذا كالب بن يوقنا . ومن سبط أبين حامل بن بكر ابن سورا . ومن سبط افرايم يوشع بن نون . ومن سبط بنيامين قلطم بن رقوق . ومن سبط زبولون خدي بن سوري . ومن سبط يوسف وهو سبط منشي بن يوسف حنا بن وقشي . ومن سبط دان جملائيل بن حمل . ومن سبط لاوي حولي بن مليكا " .
قال : فسار موسى ببني إسرائيل حتى إذا دنوا من أرض كنعان - وهي أريحا - بعث هؤلاء النقباء إليها يتجسسون له الأخبار ويعلمون علمها ؛ فلقيهم رجل من الجبارين يقال له : عوج بن عوق ، وكان طوله ثلاثة آلاف وعشرين ألف ذراع وثلاثمائة ذراع وثلاثاً وثلاثين ذراعاً .
قال ابن عمر - رضي الله عنهما - : وكان عوج يحتجز بالسحاب ويشرب منه ، ويتناول الحوت من قرار البحر فيشويه بعين الشمس يرفعه إليها ، ثم يأكله .
ويروى أنه أتى نوحاً - عليه السلام - يوم الطوفان فقال له : احملني معك في السفينة . فقال له : اذهب يا عدو الله فإني لم أؤمر بك ؛ وطبق الماء ما على وجه الأرض من سهل وجبل فما جاوز ركبتي عوج .
وعاش ثلاثة آلاف سنة حتى أهلكه الله على يد موسى .
قال : وكان لموسى عسكر فرسخ في فرسخ ، فجاء عوج حتى نظر إليهم ، ثم جاء إلى الجبل وقور منه صخرة على قدر العسكر ، ثم حملها ليطبقها على العسكر ، فبعث الله عليه الهدهد ومعه الطيور ، وجعلت تنقر بمناقيرها حتى قورت الصخرة وانثقبت حتى وقعت في عنق عوج ، فطوقته وصرعته ، فأقبل موسى وطوله عشر أذرع

الصفحة 224