كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 227 """"""
عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض " في ستة فراسخ ، يسيرون كل يوم جادين ، حتى إذا سئموا وأمسوا ، فإذا هم في الموضع الذي ارتحلوا منه وكانوا ستمائة ألف مقاتل ، مات النقباء العشرة الذين أفشوا الخبر بغتة ، وكل من دخل التيه ممن جاوز عشرين سنة مات في التيه غير يوشع وكالب ، ولم يدخل أريحا أحد ممن قال : إنا لن ندخلها أبداً .
فلما هلكوا وانقضت أربعون سنة ، ونشأت النواشئ من ذراريهم ، ساروا إلى حرب الجبارين ، فذلك قوله تعالى : " فلا تأس على القوم الفاسقين " . والله المعين .
ذكر مسير موسى - عليه السلام - وبني إسرائيل لحرب الجبارين ودخولهم القرية
قال الله تعالى : " وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة نغفر لكم من خطاياكم وسنزيد المحسنين " .
اختلف المفسرون في القرية : قال ابن عباس : هي أريحا ، وهي قرية الجبارين ، وكان فيها بقية من عاد يقال لهم : العمالقة .
وقيل : هي بلقاء .
وقال ابن كيسان : هي الشام .
وقال الضحاك : الرملة والأردن وفلسطين وتدمر .
وقال مجاهد : بيت المقدس .
وقال مقاتل : إيلياء . وقوله : رغداً ، أي موسعاً عليكم .
والباب : باب من أبواب القرية ، وكان لها سبعة أبواب .