كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 228 """"""
وقال مجاهد : هو باب في بيت المقدس ويعرف إلى اليوم بباب حطة .
وقيل : هو باب القبة التي كان موسى يصلي إليها .
وعن مجاهد أيضاً : أنه باب في الجبل الذي كلم الله تعالى عليه موسى كالفرضة .
وقوله : سجداً ، أي منحنين متواضعين .
وقال وهب : قيل لهم : ادخلوا الباب فإذا دخلتموه فاسجدوا شكراً لله عز وجل ، وذلك أن موسى - عليه السلام - لما انقضت مدة التيه سار بالأبناء إلى القرية ودخلها ، ودخل المؤمنون سجداً كما أمرهم الله تعالى . وقوله : " وقولوا حطة " ، قال قتادة : حطت عنا خطايانا ، أمروا بالاستغفار .
قال ابن عباس : يعني لا إله إلا الله ، لأنها تحط الذنوب .
" فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم " .
قال مجاهد : طؤطئ لهم الباب ليخفضوا رءوسهم ، فلم يخفضوا ولم يركعوا ولك يسجدوا ، ودخلوا يزحفون على أستاههم ، وقالوا قولاً غير الذي قيل لهم ، ذلك أنهم أمروا أن يقولوا : حطة ؛ فقالوا : " هطا سمعاثا " ، يعنون حنطة سمراء استخفافاً بأمر الله تعالى ؛ قال الله تعالى : " فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون " ، وذلك أن الله تعالى أرسل عليهم ظلمة وطاعوناً فهلك منهم في ساعة واحدة سبعون ألفاً . قال الكسائي : وغلب موسى على مدينة أريحا ، وهرب من كان بها من الجبارين .
وقيل : إنما دخل موسى الآن أرض كنعان ، وإن مدينة أريحا فتحها يوشع بن نون بعد وفاة موسى - عليه السلام - على ما نذكر ذلك إن شاء الله تعالى في أخبار يوشع .