كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 229 """"""
ذكر خبر مدينة بلقاء وخبر بلعم بن باعورا وما يتصل بذلك
قالوا : ولما دخل موسى ببني إسرائيل أرض كنعان ، سار منها يريد مدينة بلقاء .
قال مقاتل : سميت بلقاء لأن ملكها كان يقال له : بالق ، وكان بها بلعم بن باعورا ، وهو الذي أنزل الله تعالى فيه : " واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين " الآيات .
وقيل : نزلت الآيات في غيره - على ما نذكره إن شاء الله تعالى آخر القصة - .
واختلف أيضاً في اسمه ونسبه .
فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : هو بلعم بن باعورا .
وقال ابن مسعد - رضي الله عنه - : بلعم بن ابر .
وقال مجاهد : بلعام بن باعر .
وقال الثعلبي : قال أكثر المفسرين : هو بلعام بن باعورا بن أيدن بن مأرب ابن لوط ، وكان من الكنعانيين .
وقال عطية عن ابن عباس : هو من بني إسرائيل .
وقال علي بن أبي طلحة عنه : هو من الكنعانيين من مدينة الجبارين .
وقال مقاتل : هو من مدينة بلقاء .
قالوا : فلما أقبل موسى ببني إسرائيل إلى مدينة بلقاء ، كان أهلها يعبدون الأصنام ، فلما بلغ الملك مسير موسى - عليه السلام - إليه استشار أكابر دولته ، فقالوا له : إن فرعون لم يطقه مع كثرة جنوده ، فأنت أولى ألا تطيقه ، غير أن ها هنا رجلاً يعرف ببلعام مجاب الدعوة ، التمس منه أن يدعو عليهم ليكفيك ربك أمر موسى . فبعث الملك إليه وأحضره وتحدث معه في أمر موسى ؛ فقال : حتى أستأذن ربي . ودخل بلعم مصلاه واستأذن في الخروج ، فأوحى إليه إن هذا العسكر هم بنو إسرائيل ،