كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
ذكر سؤال حواء - عليها السلام -
قال : ثم قالت حواء : إلهي خلقتني من ضلع أعوج ، وجعلتني ناقصة العقل والدين والشهادة والميراث ، وضربتني بالنجاسة ، وحرمتني الجمعة والجماعات ، وذكرت مشقة الحمل والولادة ، فأسألك أن تعطيني مثل ما أعطيتهم .
فقيل لها : قد وهبت لك الحياء والأنس والرحمة ، وكتبت لك من ثواب الحبل والولادة ما لو رأيته لقرت به عيناك ، فأي امرأة ماتت في ولادتها حشرتها في زمرة الشهداء . قال : حسبي يا رب . قال : ثم أمر الله بعد ذلك أن يهبطوا إلى الأرض ؛ قال الله تعالى : " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " . فهبط آدم من باب التوبة ، وحواء من باب الرحمة ، وإبليس من باب اللعنة ، والطاوس من باب الغضب ، والحية من باب السخط ، وكان ذلك وقت العصر .
قال السدي : فمن هذه الأبواب تنزل التوبة والرحمة واللعنة والغضب والسخط .
قال وهب : خلق الله آدم يوم الجمعة ، وفيه دخل الجنة وأقام فيها نصف يوم مقدار خمسمائة عام ، وأهبط بين الظهر العصر من باب يقال له المبرم وهو حذاء البيت المعمور .
قال كعب : أهبط آدم إلى بلاد الهند على جبل من جبالها ليقال له بوذ وهو جبل محيط بأرض الهند ؛ وأهبطت حواء بجدة ، وإبليس بدستميسان ، والحية بأصفهان ، والطاوس بالبحر ، ففرق الله بينهم فلم ير بعضهم بعضاً حيناً ، ولم يكن

الصفحة 23