كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 233 """"""
إن يوم الحساب يوم عظيم . . . شاب فيه الصغير يوماً ثقيلا
ثم قال لها رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - أنشديني من شعر أخيك . فأنشدته :
لك الحمد والنعماء والفضل ربنا . . . ولا شيء أعلى منك جداً وأمجد
مليك على عرش السماء مهيمن . . . لعزته تعنو الوجوه وتسجد
وهي قصيدة طويلة ، حتى أتت على آخرها .
وأنشدته قصيدته التي يقول فيها :
عند ذي العرش تعرضون عليه . . . يعلم الجهر والسرار الخفيا
يوم تأتي الرحمن وهو رحيم . . . إنه كان وعده مأتيا
يوم آتيه مثل ما قال فرداًثم لا أدر راشداً أم غوياً
أسعيداً إسعاده أنا أرجو . . . أو مهاناً بما اكستبت شقيا
إن أؤاخذ بما اجترمت فإني . . . سوف ألقى من العذاب فريا
رب إن تعف فالمعافاة ظني . . . أو تعاقب فلم تعاقب بريا
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : آمن شعره وكفر قلبه ، وأنزل الله تعالى فيه : " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها " الآيات .
ومنهم من قال : إن الآيات نزلت في آلبسوس ، وكان رجلاً أعطي ثلاث دعوات مستجابة ، وكانت له امرأة ، وكان له منها ولد ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة . فقال : لك فيها دعوة ، فما تريدين ؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل . فدعا لها ، فصارت أجمل امرأة في بني إسرائيل ؛ فلما علمت أنه ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، فغضب ودعا عليها ، فصارت كلبة نباحة ، فحاء بنوها وقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمنا كلبة نباحة والناس يعيروننا بها ، فادع الله أن