كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 234 """"""
يردها إلى الحال التي كانت عليها . فدعا الله تعالى ، فعادت كما كانت ، فذهبت فيها الدعوات الثلاث .
وقال أبو سعيد : نزلت في أبي عامر بن نعمان بن صيفي الراهب الذي سماه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : الفاسق ، وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوح وقدم المدينة ، فقال للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) : ما هذا الذي جئت به ؟ فقال : جئت بالحنيفية دين إبراهيم . قال : فأنا عليها . فقال له النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : لست عليها ، ولكنك أدخلت فيها ما ليس منها . ثم خرج إلى كفار قريش .
وأخباره تذكر - إن شاء الله - في سيرة سيدنا رسول الله - ( صلى الله عليه وسلم ) - .
فهذا ما قيل في تفسير هذه الآية . قال الكسائي : ونادى موسى في قومه بعد رفع الطاعون عنهم : " أن احملوا " فحملوا واقتتلوا ، فقتل الملك وبلعم ، وانهزم الباقون ، وغنم بنو إسرائيل من النساء والولدان شيئاً كثيراً . والله تعالى أعلم بالصواب .
ذكر خبر وفاة هارون عليه السلام
قال الكسائي : - وذكر وفاة هارون إثر خبر البقرة وقتل عاميل - قال : لما كان بعد قتل عاميل نظر هارون إلى جبل في التيه بعيد من العسكر ، فقال : يا موسى ، ألا نمضي إلى ذلك الجبل فننظر إلى خضرته ونضارته . فمضيا من الغد ومعهما أولاد هارون ، فأتوه فإذا هو جبل كثير المياه والعشب والكهوف وفيه كهف واسع يسطع نوراً ، فدخلوه وإذا هم بسرير من ذهب عليه أنواع من الفرش ، فصعد هارون إليه ونام ، فجاء طوله ، فهم أن ينزل ، فأتاه ملك الموت في صورة شاب حسن ، فقبض روحه ، وغسلته الملائكة ، وصلى موسى عليه ، وسدوا باب الكهف ، وعاد موسى إلى بني إسرائيل ، فسألوه عن هارون ، فأخبرهم بوفاته قالوا : بل قتلته . فقال : ماذا لقيت منكم يا سفهاء بني إسرائيل ، أقتل أخي وشقيقي ؟ ثم دعا ربه أن يريهم إياه على صورته . فأمر الله تعالى الملائكة أن يخرجوا سريره من الكهف ، فأخرجوه وحملوه في الهواء حتى نظرت إليه بنو إسرائيل ، ثم نادت الملائكة : يا بني إسرائيل ، هذا سرير هارون قد قبضه الله تعالى إليه .

الصفحة 234