كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 236 """"""
مما أحدث الله إليك حتى تكون أنت تبتدئ به وتذكره ؟ ولا يذكر له شيئاً .
فلما رأى موسى ذلك كره الحياة وأحب الموت .
وعن وهب أنه قال - وذكر من كرامة موسى عليه السلام - أنه ضاق ببني إسرائيل ذرعاً لما كثروا عليه ؛ فأوحى الله تعالى إلى ألف نبي أن يكونوا أعواناً له ؛ فلما مال الناس إليهم وجد موسى في نفسه ، فأماتهم الله تعالى لكرامته في يوم واحد . والذي صح لنا من خبر وفاة موسى - عليه السلام - ما ثبت في صحيح البخاري وهو ما حدثنا به الشيخان المسندان المعمران : شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي طالب نعمة بن حسن بن علي بن سنان الشحنة الصالحي الحجار ، وست الوزراء أم محمد وزيرة ابنة الشيخ الإمام العالم شمس الدين أبي حفص عمر ابن القاضي وجيه الدين أسعد بن المنجا التنوخي الدمشقيان ، قراءة عليهما ، وأنا أسمع بالمدينة المنصورية بخط بين القصرين بالقاهرة المعزية ، وذلك في يوم السبت السابع من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وسبعمائة ، بقراءة الشيخ علاء الدين علي بن المارديني ، قالا : حدثنا الشيخ سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن المبارك بم محمد بن يحيى الزبيدي ، قال : أخبرنا الشيخ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي الصوفي ثم الهروي ، قال : أخبرنا الإمام جمال الدين أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود الداودي ، قال : أخبرنا الإمام أبو عيد الله محمد بن أحمد بن حمويه التنوخي ، قال : أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد ابن يوسف بن مطر الفهري ، قال : حدثنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف الجعفي مولاهم البخاري - رحمه الله - قال : حدثنا محمود ، حدثنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلما جاء صكه ، فرجع إلى ربه فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت . فرد الله عليه عينه قال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة .