كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 31 """"""
الأول ؛ ثم حملت ثالثة . قال الله تعالى : " فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحاً لنكونن من الشاكرين " .
قال : فجاء إبليس إلى حواء وقال : أتحبين أن يعيش في بطنك ؟ قالت : نعم ، قال : سميه عبد الحارث .
وقال ابن حبيب عن ابن عباس : أنها لما وضعته جاء إبليس وقال : ألا تسميانه باسمي ؟ قالت له حواء : ما اسمك ؟ فذهب ولم يتسم ، ثم عاد إليهما فقال : كيف تريدان أن تسمياه ؟ قالا : نسميه عبد الله . قال : أفتظنان أن الله يترك عبده عندكما إن سميتماه عبد الله ، لا والله لا يدعه عندكما حتى يقبضه ، ولكن سمياه عبد شمس فإنه يبقى ما بقيت الشمس . فأطاعاه وسمياه عبد شمس ؛ فمات صغيراً . قال الله تعالى : " فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما " .
قال وهب : أوحى إليهما " إنكما أطعتما إبليس في هذه التسمية ، فهلا سميتماه عبد الله أو عبد الرحمن أو عبد الرحيم " فجزعا لذلك جزعاً شديداً ، وقالا : " لا حاجة لنا في هذا المولود " . فأماته الله .
ثم حملت بذكر وأنثى ، فلما وضعتهما سمتهما عبد الله وأمة الله ؛ ثم وضعت بطناً آخر فسمتهما عبد الرحيم وأمة الرحيم ؛ ولم تزل كذلك حتى وضعت مائة بطن ؛ ثم وضعت بعد ذلك هابيل وأخته في بطن ، ثم قابيل وأخته في بطن ، حتى وضعت عشرين ومائة بطن ذكر وأنثى ، فتناسلوا وكثروا .
ذكر مبعث آدم - عليه السلام - إلى أولاده
قال : ثم بعث الله عز وجل آدم إلى ذريته رسولاً ، وذلك في أول ليلة من شهر رمضان ، وخصه بالوحي ، وأنزل عليه إحدى وعشرين صحيفة فيها سور مقطعة الحروف ، لا يتصل حرف بحرف ، وهو أو كتاب أنزل ، وهو بألف لغة فيها