كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 35 """"""
الشعرات سوداً فإذا ابيضت فاعلم أنك ميت ، فأوص إلى خبر أولادك . وأوصاه بقتال أخيه قابيل .
ثم قبض الله تعالى نبيه آدم في يوم الجمعة بعد أن استكمل ألف سنة ، وصلت عليه الملائكة صفوفاً ، وصلى عليه شيث ، ودفن عليه السلام .
وقيل : كنت وفاته بالهند ، فلما كان زمن الطوفان حمل نوح معه تابوت آدم في السفينة ، ثم دفنه ببيت المقدس .
ذكر وفاة حواء
قال : ولما توفي آدم عليه السلام لم تعلم حواء بموته حتى سمعت بكاء الوحش والسباع والطير ، ورأت الشمس منكسفة ؛ فقامت من قبتها فزعة أن يكون حل بشيث ما حل بهابيل ، وصارت إلى قبة آدم فلم تره ، فصاحت صيحة عظيمة ، فأقبل إليها شيث وعزاها وأمرها بالصبر ، فلم تصبر دون أن صرخت ولطمت وجهها ودقت صدرها ، فأورثت ذلك بناتها إلى يوم القيامة ؛ ثم لزمت قبره أربعين يوماً لا تطعم ؛ ثم مرضت مرضاً شديداً ودام بها حتى بكت الملائكة رحمة لها ؛ ثم قبضت رحمة الله عليها فغسلها بناتها ، وكفنت من أكفان الجنة ودفنت إلى جنب آدم عليهما السلام ورأسها إلى رأسه ، ورجلاها عند رجليه .
وقيل : كانت وفاتها بعد مضي سنة من وفاة آدم .
الباب الثاني من القسم الأول من الفن الخامس في خبر شيث ابن آدم عليهما السلام وأولاده
قال : ولما مات آدم عليه السلام أسند وصيته إلى ابنه شيث ، وكان مما أوصاه به التمسك بالعروة الوثقى ، وشهادة أن لا إله إلا الله ، والإيمان بمحمد رسول الله ؛ وقال له : يا بني ؛ إني رأيت اسمه مكتوباً على سرادق العرش وأبواب الجنان