كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
عنك ، وما أظنك إلا إبليس . فضحك وقال : إنما أنا امرأة من نساء الجنة ، ولا تعص ربك وتزوج بي ؛ وجعل إبليس يتزين له حتى كاد يفتنه ؛ فنادته الملائكة : يا نبي الله ، إنه عدوك إبليس . فقبض شيث عيه وهم بقتله ؛ فقال : خل عني فإني من المنظرين ، ولكن أعطيك الميثاق أني لا أتعرض إليك بعدها . فأطلقه ولم يعد إليه .
وولد لشيث أنوش على طوله وحسنه ؛ فجعله شيث مكانه والخليفة من بعده ، وسلم إليه التابوت ، وأوصاه بقتال أولاد قابيل .
ومات شيث وله سبعمائة سنة وعشرون سنة .
وقيل : بل عاش بد آدم مائتي سنة ، وعهد إلى ابنه أنوش فقام على أولاده بالطاعة ثلاثمائة عام .
وعهد من بعده إلى ابنه قينان ، فعمر بعد أبيه مائتين وخمسين سنة .
وعهد إلى ابنه مهلائيل ، وكثر في زمانه بنو آدم ، وكان منزلهم الحرم فضاق بهم ، فقسم الأرض بينهم خمسة أقسام ، وأرسل خمسة نفر من صلحاء قومه يقيمون لهم شرائع آدم عليه السلام ويتولون الحكومة بينهم ، وهم ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر ، وهؤلاء الذين لما فقدوا بلغ من وجد قومهم عليهم أن جعلوا لهم تماثيل يتسلون بها ؛ وترامى الأمر إلى أن عبدها القرن الذي تلاهم ، فكان ذلك هو السبب لعبادة الأوثان .
ثم قام بالأمر بعد مهلائيل ابنه أخنوخ ، وهو إدريس .
الباب الثالث من القسم الأول من الفن الخامس في أخبار إدريس عليه السلام
واسمه أخنوخ ، وإنما سمي إدريس لكثرة دراسته الكتب ؛ وهو أول من بعث من بني آدم ؛ وهو أول من خط بالقلم بعد شيث ، وأول من كتب في الصحيفة ؛ وكان

الصفحة 37