كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 48 """"""
حام وهرب على وجهه فلما كبر الولدان الأولان خرجا في طلب أبيهما حتى بلغا قرية على شاطئ البحر ، فنزلاها ، وواقع الغلام أخته فحملت منه وولدت غلاماً وجارية ؛ وأقاما في ذلك الموضع لا مأكل لهما إلا السمك ؛ فرجع حام في طلب ولديه فلم يجدهما ، فاغتم لذلك ؛ ثم ماتت امرأته ، فخرج الولدان الآخران في طلب أخويهما حتى صارا إلى قرية أخرى على الساحل خربة ، فنزلاها فسمع بهما الأخوان اللذان في البطن الأول ، فلحقا بهما ؛ ونزلوا هناك ، ووطئ كل منهما أخته ؛ فرزقوا أولاداً ، وكثر منهم النسل ، وانتشروا في أعلى الأرض على ساحل البحر ، فمنهم النوبة والزنج والبربر والهند والسند وجميع طوائف السودان . وأما يافث بن نوح ، فإنه صار إلى المشرق ، فولد له هناك خمسة أولاد : جومر وتيرس وأشار وسفويل ومياشخ ؛ فمن جومر جميع الصقالبة والروم وأجناسهم ؛ ومن تيرس جميع الترك والخزر وأجناسهم ، ومن مياشخ جميع أصناف العجم ؛ ومن أشار يأجوج ومأجوج ؛ ومن سفويل جميع الأرمن .
وأما سام بن نوح فولد خمسة أولاد : أرفخشذ ، وهو أب العرب ، ولاوذ وهو أبو العمالقة ، وأشور ، وهو أبو النسناس ؛ وعيلم ، وهو أبو العادية الأولى ، وإرم ، وهو أبو عاد وثمود ، ورزق غيرهم ممن لم يعقب .
الباب الخامس من القسم الأول من الفن الخامس في قصة هود - عليه السلام - مع عاد وهلاكهم بالريح العقيم
قال وهب : كان ملك عاد الأكبر اسمه الخلجان بن عاد بن العوص بن إرم ابن سام ؛ وكان قومه يرجعون إلى فصاحة وشعر ، وكان له ثلاثة أصنام : صدا وهبا ، وصمو ؛ وكان ملكهم قد حلى هذه الأصنام بأنواع الحلي ، وطيبها ، وجعل لها عدة من الخدم بعدد أيام السنة ؛ فعتوا في المعاصي ، وانهمكوا على عبادة الأصنام ؛

الصفحة 48