كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 53 """"""
الاستسقاء ؛ فبلغ الملك الخلجان ذلك ، فبعث إلى معاوية يسأله أن يأمرهم بالاستسقاء ، فكره مواجهتهم بذلك فيقولون : " قد تبرم بضيافتنا " فدعا بالجرادتين - وهما قينتان لمعاوية - فقال لهما : إذا شرب القوم ودب فيهم الشراب فغنياهم بهذه الأبيات ، وهي :
بأبي من خلق الخل . . . ق بني سام وحام
سادة سادوا جميع ال . . . خلق في الخلق التمام
نصب الدهر عليهم . . . حربه دون الأنام
فسقى الله بني عا . . . د من الصوب الغمام
فأجابهما رجل من الوفد يقال له الجعد بن القيل :
عللينا زانك الل . . . ه بأكواب المدام
وبماء فامزجيها . . . تستريحي من ملام
فلما لم يكترثوا بالصوت الأول قالت :
أفلا يا قيل ويحك قم فهينم . . . لعل الله يمنحكم غمام
غماماً صوبها هطل مغيث . . . يروى السهل طراً والإكاما
من العطش الشديد فليس نرجو . . . بها الشيخ الكبير ولا الغلام
وقد كانت نساؤهم بخير . . . فقد أمست نساؤهم عياما
وأن الوحش تأتيهم جهاراً . . . ولا تخشى لعادى سهاماً
وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم . . . نهاركم وليلكم التماما
فقبح وفدكم من وفد قوم . . . ولا لقوا التحية والسلاما
أفيقوا أيها الوفد السكارى . . . لقومكم فقد أضحوا هياما
فقد طال المقام على سرور . . . ألا يا قيل ويك ذر المداما