كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 57 """"""
ولنصل هذا الباب بخبر " إرم ذات العماد " ، وقصة شديد وشداد .
ذكر خبر إرم ذات العماد وقصة شديد وشداد بني عاد
قد ذكرنا خبر " إرم ذات العماد " فيما تقدم من كتابنا هذا على سبيل الاختصار وذلك في الباب الثالث من القسم الخامس من الفن الأول في المباني القديمة وهو في السفر الأول من هذه النسخة ؛ ورأينا إيراده في هذا الباب بما هو أبسط من ذلك لتعلقه به .
قال الله تعالى : " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد " . روى أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي في كتابه المترجم بيواقيت البيانفي قصص القرآن عن منصور عن سفيان عن أبي وائل أن رجلاً يقال له : عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت ، فبينما هو في بعض صحارى عدن في تلك الفلوت ، إذا وقف على مدينة عليها حصن ، حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال ؛ فلما دنا منها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلاً فيها ولا خارجاً منها ، فنزل عن ناقته وعقلها ، وسل سيفه ، ودخل من باب الحصن ، فإذا هو ببابين عظيمين لم ير في الدنيا أعظم منهما ولا أطيب رائحة وإذا خشبهما من أطيب عود ، وعليهما نجوم من ياقوت أصفر وياقوت أحمر ضوءها قد ملأ المكان ؛ فلما رأى ذلك عجب ، ففتح أحد البابين ، فإذا هو بمدينة لم ير الراءون مثلها قط ، وإذا هو بقصور تتعلق ، تحتها أعمدة من زبرجد ياقوت وفوق كل قصر منها غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد ، وعلى كل باب من أبواب تلك القصور مصراع كمصراع باب المدينة

الصفحة 57