كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)

"""""" صفحة رقم 62 """"""
سوف يدخلها ، وسيدخلها أهل هذا الدين في آخر الزمان . قال معاوية : يا أبا إسحاق ، لقد فضلك الله على غيرك من العلماء ولقد أعطيت من علم الأولين والآخرين ما لم يعطه أحد . فقال : والذي نفس كعب بيده ، ما خلق الله تعالى في الأرض شيئاً إلا وقد فسره في التوراة لعبده موسى تفسيراً ، وإن هذا القرآن أشد وعيداً " وكفى بالله شهيداً " والله الهادي للصواب .
قال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله تعالى وقال الشعبي : أخبرنا دغفل الشيباني عن رجل من أهل حضرموت يقال له : بسطام ، أنه وقع على حفيرة شداد بن عاد في جبل من جبال حضرموت مطل على البحر . قال : وكنت أسمع من صباي إلى أن اكتهلت بمغارة في جبل من جبالنا بحضرموت وهيبة الناس لدخولها ، فلم أحتفل بما كنت أسمع من ذلك ، فبينما أنا في نادي قومي إذ تناشدوا حديث تلك المغارة وأطنبوا في ذكرها ووصفوا موضعها ؛ فقلت لقومي : إني غير منته حتى أدخلها ، فهل فيكم من يساعدني ؟ فقال فتى منهم حدث السن : أنا أصاحبك . فقلت : يا بن أخي ، أوتجسر على ذلك ؟ قال : عندي ما عند أشد رجل من رباطة الجأش وشدة القلب ، فهيأنا شمعة وحملنا معنا إداوة عظيمة مملوءة ماء وطعاماً مقدار ما قدرنا على حمله ؛ ثم مضينا نحو ذلك الجبل الذي فيه المغارة - وكان مشرفاً على المكان الذي يركب أهل حضرموت منه البحر - فلما انتهينا إلى باب المغارة حزمنا علينا ثيابنا ؛ وأشعلنا الشمعة ؛ ثم ذكرنا الله تعالى ، ودخلنا ومعنا تلك الإداوة وذلك الطعام ، فإذا بمغارة عظيمة عرضها عشرون ذراعاً ، وطولها إلى درجات عالية عرض الدرجة عشرون ذراعاً في سمك عشر أذرع ، فحملنا أنفسنا على نزول تلك الدرجات فقلت لصاحبي : هلم ، إلي يديك . فكنت آخذ بيده حتى ينزل ، فإذا نزل وقام في الدرجة تعلقت بطرف

الصفحة 62