كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 65 """"""
قال أبو إسحاق رحمه الله : قال دغفل الشيباني : سألت علماء حمير عن شداد بن عاد ، فقلت : إنه أصيب وكان قد دنا من إرم ذات العماد ، فكيف وحد شلوه في تلك المغارة وهي بحضرموت ؟ فقالوا : إنه لما هلك هو ومن معه بالصيحة ، ملك بعده مرثد بن شداد ، وقد كان أبوه خلفه على ملكه بحضرموت فأمر بحمل أبيه إلى حضرموت ، فحمل مطياً بالصبر والكافور ، فأمر أن تحفر له تلك المغارة ، واستودعه فيها على ذلك السرير الذهب ، والله تعالى أعلم هذا ما أورده رحمه الله من خبر إرم ذات العماد وخبر شديد وشداد بني عاد . وقد ذكر في هذه الأبيات هود النبي عليه السلام في قوله :
فأتى هود وكنا . . . في ضلال قبل هود
الأبيات الخمسة .
وقد تقدم في خبر هود وهلاك عاد بالريح العقيم ، أن ملكهم القائم بأمرهم في زمن هود كان اسمه الخلجان بن الوهم بن عاد ، وأنه هلك بالريح العقيم إثر هلاك قومه ، ولم يرد أنه آمن بالله تعالى ؛ وهذه الأبيات تدل على ندم قائلها ، ومقتضى هذا السياق فيه دلالة على أن شداد بن عاد هذا المذكور آنفاً ، وابنه مرثد بن شداد وخبر إرم ذات العماد ، كان قبل مبعث هود عليه السلام والله تعالى أعلم .
ولنرجع إلى قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
الباب السادس من القسم الأول من الفن الخامس في قصة صالح - عليه السلام - مع ثمود وعقرهم الناقة وهلاكهم
قال الكسائي : قال كعب : لما أهلك الله عز وجل عاداً ، جاءت ثمود وعمرت الأرض ، وكانوا بضع عشرة قبيلة ، في كل قبيلة زيادة عن سبعين ألفاً سوى النساء