كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 13)
"""""" صفحة رقم 80 """"""
النساء ملتصقات بعضهن ببعض ، ورأى الملوك على الأسرة وبين أيديهم الجنود قائمة ، بأيديهم الأعمدة والأسلحة ، وقد صاروا كلهم حجارة سوداً .
هذا ما حكاه الكسائي .
وقال أبو إسحاق الثعلبي رحمه الله قال سعيد بن جبير والكلبي والخليل بن أحمد دخل كلام بعضهم في بعض ، وكل قد أخبر بطائفة من حديث أصحاب الرس : أنهم بقية ثمود وقوم صالح ، وهم أصحاب البئر التي ذكرها الله تعالى في كتابه " وبئر معطلة " .
قال : وكانوا يفلج اليمامة نزولاً على تلك البئر .
وكل ركية لم تطو بالحجارة والآجر فهي رس ؛ وكان لهم نبي يقال له : حنظلة ابن صفوان . وكان بأرضهم جبل يقال له : فلج مصعد في السماء ميلاً وكانت العنقاء تأتيه ، وهي أعظم ما يكون من الطير ، وفيها من كل لون ، وسموها العنقاء لطول عنقها ، وكانت تكون في ذلك الجبل وتنقض على الطير فتأكلها فجاءت ذات يوم وأعوزها الطير ، فانقضت على صبي فذهبت به ، فسميت عنقاء مغرب ، لأنها تغرب ما تأخذه وتذهب به ، ثم انقضت على جارية حين ترعرعت فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى الجناحين الكبيرين ، فشكوا ذلك إلى نبيهم ؛ فقال : اللهم خذها واقطع نسلها ، وسلط عليها آفة تذهب بها . فأصابتها صاعقة فاحترقت ، فمل ير لها أثر بعد ذلك .
قال : ثم إن أصحاب الرس قتلوا نبيهم ، فأهلكهم الله تعالى .