كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 10 """"""
قال قتادة : مقتهم الله عز وجل على فرارهم من الموت فأماتهم عقوبة لهم ، ثم بعثهم إلى بقية آجالهم ليستوفوها ، ولو كانت آجال القوم جاءت ما بعثوا بعد موتهم . فلما أحياهم الله عز وجل قال : " وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم " . ثم تلا الثعلبي هذه القصة بقصة إلياس ؛ وذكرها الكسائي تلو قصة العيزار ، والله الموفق للصواب .
ذكر خبر إلياس - عليه السلام -
قال الله عز وجل : " وإن إلياس لمن المرسلين " . قال الكسائي رحمه الله تعالى قال كعب : لما ولد إلياس - ع - ونسبه أنه إلياس ابن سباسبا بن العيزار بن هارون . قال : وأمه صفورية ، وجدته أم أبيه صفورية بنت موسى بن عمران - ع - ظهر ليلة مولده أنوار أضاءت منها محاريب بني إسرائيل . فلما نظرت ملوك بني إسرائيل ذلك علموا أنه قد حدث حادث ، فتعرفوا الخبر ، فقيل لهم : ولد مولود من ولد هارون ابن عمران .
قال : وكان إلياس على صورة موسى وقوته ، ونشأ أحسن نشأة . وبنو إسرائيل يقولون : هذا الذي بشرنا به العيزار ، أن الله يهلك الملوك والجبابرة على يديه . قال : فلما بلغ سبع سنين - وكان يحفظ التواراة - قال : يا بني إسرائيل ، إني أريكم من نفسي عجباً . فصاح بهم صيحة انتشرت فيهم فأرعبت قلوبهم . فلما سكنت روعتهم هموا بقتله ، وقال بعضهم . هو ساحر ، فهرب منهم وصعد إلى جبل وهم يتبعونه . فلما قربوا منه انفرج له الجبل فدخل فيه ، وانصرف القوم . فنمى الخبر إلى بعض ملوكهم فعذبهم ، ثم انفرج الجبل ، وأقام إلياس به يأكل من المباحات حتى استكمل أربعين سنة ، والناس قد أخذوا في عبادة الأصنام وخاضوا في المعاصي ، فبعثه الله تعالى نبياً ورسولاً ، وجاءه جبريل بالوحي ، وأمره عن الله تعالى أن يتوجه إلى الملوك والجبابرة الذين يعبدون الأصنام ويدعوهم إلى طاعة الله تعالى وعبادته ،

الصفحة 10