كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 105 """"""
قال أبو إسحاق : وقيل في سبب ذلك ما روي عن سعيد بن المسيب أن سليمان احتجب عن الناس ثلاثة أيام ، فأوحى الله تعالى إليه أن يا سليمان احتجت عن عبادي ثلاثة أيام فلم تنظر في أمورهم ولم تنصف مظلوماً من ظالم . وذكر حديث الخاتم وأخذ الشيطان إياه كما تقدم ، وقال في آخره : قال علي : فذكرت ذلك للحسن فقال : ما كان الله ليسلطه على نسائه .
قال وقال بعض المفسرين : كان سبب فتنة سليمان أنه أمر ألا يتزوج امرأة إلا من بني إسرائيل ، فتزوج من غيرهم فعوقب على ذلك .
وقيل : إن سليمان لما أصاب ابنة الملك صيدون أعجب بها ، فعرض عليها الإسلام فأبت وامتنعت ، فخوفها فقالت : إن أكرهتني على الإسلام قتلت نفسي . فخاف سليمان أن تقتل نفسها ، فتزوج بها وهي مشركة أربعين يوماً ، وكانت تعبد صنماً لها في خفية من سليمان إلى أن أسلمت ، فعوقب سليمان بزوال ملكه أربعين يوماً .
قال وقال الشعبي في سبب ذلك . إن سليمان ولد له ولد . فاجتمعت الشياطين وقال بعضهم لبعض : إن عاش له ولد لم ننفك مما نحن فيه من البلاء والسخرة ، وما لنا إلا أن نقتل ولده أو نخبله . فعلم سليمان بذلك ، فأمر السحاب أن يأخذ ابنه ، وأمر الريح فحملته ، وغدا ابنه في السحاب خوفاً من مضرة الشيطان . فعاقبه الله تعالى بخوفه من الشيطان ، ومات الولد فألقي ميتاً على كرسيه فهو الجسد الذي ذكره الله تعالى في كتابه العزيز ؛ قال الله تعالى : " ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب " .

الصفحة 105