كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 107 """"""
قال موسى بن نصير : بعثت في أيام الوليد إلى مدينة تدمر ومعي العباس بن الوليد بن عبد الملك ، فجاء مطر عظيم فإنهار بعض حائط المدينة ، فانكشفت عن تابوت طوله ستون ذراعاً وعرضه أربعون ذراعاً متخد حجر كالزعفران مكتوب عليه : " هذا تابوت بلقيس الصالحة أسلمت لثلاث عشرة ستة خلت من ملك سليمان ، وتزوج بها يوم عاشوراء سنة أربع عشرة خلت من ملكه ، وتوفيت يوم الاثنين من ربيع الأول سنة إحدى وعشرين مضت من ملكه ، وقد دفنت ليلاً في حائط مدينة تدمر ، ولم يطلع على دفنها إنس ولا جن ولا شيطان . قال : فرفعنا غطاء التابوت وإذا هي غضة كأنها دفنت ليلتها . فكتبنا بذلك إلى الوليد فأمر بتركه في مكانه ، وأن يبنى عليه بالصخر والمرمر ، ففعلنا ذلك .
ذكر خبر وفاة سليمان عليهما السلام
قال الكسائي : ملك سليمان شرق الأرض وغربها وطاف أقطارها حتى انتهى إلى السد الذي هو بالقرب من جبل قاف ، فوقف هناك ثم قال للريح : هل جريت هاهنا قط ؟ قالت : لا يا نبي الله ، وإنه آخر الدنيا وليس وراءه إلا علم الله تعالى . ثم أمر الريح فاحتملته حتى نظر إلى التنين المحدق بالعالم ، فسار أياماً على طرف من

الصفحة 107