كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 120 """"""
وكبير من بني إسرائيل ، فاختار منهم مائة ألف صبي ، وقيل سبعين ألف صبي . فلما خرجت غنائم جنده لتقسم قال له الملوك الذين كانوا معه : أيها الملك ، لك غنائمها كلها ، فاقسم بيننا هؤلاء الصبيان الذين اخترتهم من بني إسرائيل ، ففعل ذلك ، فأصبا كل رجل منهم أربعة غلمة . وكان من أولئك الغلمان دانيال وحنانيا وعزاريا وميشائيل ، وسبعة آلاف من أهل بيت داود - ع - ، وأحد عشر ألفاً من سبط يوسف ابن يعقوب ، وأخيه بنيامين - ع - ، وثمانية آلاف من سبط أشرس بن يعقوب ؛ وأربعة عشر ألفاً من سبط ريالون بن يعقوب نفتالي بن يعقوب ، وأربعة آلاف من سبط يهوذا بن يعقوب ، وأربعة آلاف من سبط روبيل ولاوى ابنى يعقوب ، ومن بقي من بني إسرائيل .
قال : وجعل بختنصر من بقي من بني إسرائيل ثلاث فرق ، فثلثاً أقر بالشام ، وثلثاً سبى ، وثلثا قتل . وذهب بآينة بيت المقدس وسلب حيله حتى أقدم ذلك بابل ، فكان على سبعين ألفا ومائة ألف عجلة من حلي . فذلك قوله تعالى : " وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدون في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيراً ، فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد " يعني بختنصر وأصحابه " فجاسوا خلال الديار وكان وعد مفعولاً " فهذه الوقعة الأولى التي أنزلها الله ببني إسرائيل لاختلافهم وظلمهم . ولنصل هذا الفصل بخبر بختنصر .
ذكر خبر بختنصر وابتداء أمره وكيف ملك
يقال في اسمه : بختنصر بتشديد الصاد وإسكانها ويقال فيه : بختناصر . وقد اختلف في أمره ، فقال قوم : إنه ملك الدنيا أجمع . وقال آخرون : بل ملك بابل وما افتتحه . وقال قوم : إنما كان مرزباناً للهراسف الفارسي . وقال قوم : كان أصله

الصفحة 120