كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 167 """"""
قالوا : ثم أوحى الله تعالى إلى مريم أن تخرج من أرض بيت لحم إلى جهة من الأرض تلد فيها ، فحملها يوسف النجار إلى حمار بأكاف ليس بينها وبين الأكاف غير ثوبها وهي مثقلة لا تكاد تقوم . فانطلقا في سواد الليل من بيت لحم يؤمان الجبال ، حتى إذا كانا ببعض الطريق بين نخلات ينزلها الركبان ، بينهن أوارِي مبنية بناها السفر ليعلقوا فيها دوابها . فنزلا المنزل ، فأدركها المخاض ، فالتجأت إلى بعض تلك الأواري وهو في أصل جذع نخلة يابس قحل ليس فيه عراجين ولا غيرها ، فأنبته الله تعالى وأثمره حتى أظلها وأكنها وتدلت عليها غصونه من كل جانب حتى سترها السعف والعراجين . واشتد بها الطلق وداومها سبع ليال ، وأشرفت على الموت ، فقالت ما أخبر الله تعالى به عنها ، قال الله تعالى : " فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت