كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 174 """"""
يحيى العظام وهي رميم ، فاستوى جالساً وقال له : من قتلك ؟ قال : قتلني فلان بن فلان ، وهذا عيسى بن مريم بريء من دمي . فعجب الناس من ذلك وقتلوا قاتل الغلام ، وأخذت مريم بيد عيسى وانطلقت .
معجزة أخرى : قال : وأتت به أمه إلى معلم ليعلمه ، فقال : إن ربي قد أغناني عن تعليم المعلمين وقد علمني التوارة والإنجيل . قالت : صدقت ، ولكن تكون عند معلم خير من أن تلعب مع الصبيان . فأتت به إلى معلم يعلمه ، فعلمه عيسى . قال الثعلبي : وروى محمد الباقر رحمه الله قال : لما ولد عيسى - ع - كان ابن يوم كأنه ابن شهر ، فلما كان ابن تسعة أشهر أخذت والدته بيده وجاءت به إلى كتاب وأقعدته بين يدي المؤدب . فقال له المؤدب : قل : " بسم الله الرحمن الرحيم " فقالها عيسى - ع - . فقال المؤدب : قل : أبجد ، فرفع عيسى رأسه وقال للمؤدب : هل تدري ما أبجد ؟ فعلاه ليضربه . فقال : يا مؤدب ، لا تضربني ، إن كنت تدري وإلا فسلني حتى أفسر لك . فقال : فسره لي . فقال عيسى - ع - : الهاء هي جهنم وهي الهاوية ، والواو ويل لأهل النار ، والزاي زفير جهنم . حطى ، حطت الخطايا عن المستغفرين . كلمن ، كلام الله غير مخلوق لا مبدل لكماته . سعفص ، صاع بصاع والجزاء بالجزاء . قرشت تقرشهم حين تحشرهم ، أي تجمعهم . فقال المؤدب لأمه : أيتها المرأة ، خذي بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له إلى مؤدب . وقال سعيد بن جبير : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إن عيسى - ع - أرسلته أمه إلى الكتاب ليتعلم ، فقال له المعلم قل بسم الله الرحمن الرحيم فقال وما باسم الله . قال لا أدري . قال الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مملكته " . والله أعلم الموفق .
معجزة أخرى : قال الكسائي : وانطلقت به أمه إلى صباغ ليعلمه صنعة الصباغة . فأخذه الصباغ وأمره أن يملأ التيغارات من تيغار كبير ، وناوله أصباغاً وأمره أن يجعل في كل تيغار صبغاً ، وأن يصبغ الثياب في تلك التيغارات على اختلاف ألوانها ، وفارقه الصباغ وخرج إلى منزله . فعمد عيسى إلى تيغار واحد وملأه ماء وأخذ جميع تلك الأصباغ

الصفحة 174