كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 176 """"""
ذكر رجوع عيسى ومريم عليهما السلام من مصر
قال الكسائي قال وهب : وأقامت مريم وابنها عيسى بمصر اثنتي عشرة سنة حتى أهلك الله الملك هيرودس . قال : وأوحى الله تعالى إلى مريم بوفاة الملك وأمرها أن ترجع إلى بلادها بالشام ، فجاء يوسف النجار فرجع بها . فلم تزل هي وابنها يسكنان بجبل الخليل بقرية يقال لها الناصرة ، وبها سميت النصارى ، وبها ابتدعت النصرانية . قال : ثم أوحى الله تعالى إلى عيسى بعد أن تمت له ثلاثون سنة أن يبرز إلى الناس ويدعوهم إلى الله تعالى ، وأنزل عليه الإنجيل . فكان يسير في البلاد ويدعو الناس إلى الله عز وجل ويرغبهم فيما عنده ، ويزهدهم في الدنيا ويضرب لهم أمثالاً ، ويداوي المرضى والزمنى ، ويبرئ الأكمه والأبرص . فأحبه الناس وسكنوا إليه ، وكثرت أتباعه حتى امتنع وعلا أمره . ثم أحيا الموتى بإذن الله تعالى .
قالوا : وربما اجتمع عليه من المرضى والزمنى في الساعة الواحدة خمسون ألفاً ، فمن أطاق منهم أن يبلغه بلغه ، ومن لم يقدر على ذلك أتاه عيسى يمشي إليه . وإنما كان يداويهم بالدعاء بشرط الإيمان .
ذكر خبر الحواريين حين اتبعوا عيسى عليه السلام وآمنوا به
قال الكسائي رحمه الله : ومر عيسى على قوم يصيدون السمك وهم أربعة : شمعون ، وأخ له اسمه أندريوس ، ويعقوب ، ويوحنا . فوعظهم وزهدهم في الدنيا ووعدهم الجنة ونعيمها فآمنوا به واتبعوه . قال : ومر بطائفة أخرى فوجدهم على نهر يغسلون الثياب ، منهم لوقا ، وتوما ، ومرقوس ، ويوحنا ، وأخوان لهم صبيان لم يبلغا

الصفحة 176