كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 177 """"""
الحلم ، أحدهما شمعون والآخر يعقوب ، وقيل في أسمائهم غير هذا . والله أعلم . فقال لهم عيسى : يا قوم ، إنكم تقصرون هذه الثياب وتنظفونها من أوساخها ، فلم لا تفعلون ذلك مع قلوبكم . ثم قال لهم : إني رسول الله إليكم جميعاً ، وبشرهم برسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : " ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد " قال : فأمنوا به واتبعوه ، وكانوا كلهم اثني عشر رجلاً ، أربعة منهم كانوا يصيدون السمك ، وثمانية يقصرون الثياب . وكان من القصارين رجل أسفل النهر يقال له يوذا لم يسمع كلام عيسى . فلما رأى أصحابه اتبعوه لحق بهم ، وهو الذي ارتد بعد ذلك ودل اليهود على عيسى ، فصاروا به قبل ارتداده ثلاثة عشر .
ذكر الخصائص والآيات والمعجزات التي أظهرها الله تعالى على يد عيسى عليه السلام بعد مبعثه
قال الله تعالى : " إذ قال يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني " الآيات . قوله تعالى : " اذكر نعمتي عليك " قال الحسن : ذكر النعمة : شكرها ، وأراد بقوله : " نعمتي " نعمى ، كقوله تعالى : " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " . ثم ذكر تعالى النعم فقال : " إذ أيدتك بروح القدس " وقال : " وأيدناه بروح القدس " . واختلفوا في روح القدس ما هو ؟ فقال الربيع بن أنس : هو الروح الذي نفخ فيه ، أضاف سبحانه إلى نفسه تكرماً وتخصيصاً ، نحو : بيت الله ، وناقة الله . والقدس : هو الله تعالى يدل عليه قوله : " وروح منه " وقوله تعالى : " فنفخنا فيه من روحنا " . وقال آخرون أراد الله تعالى بالقدس : الطهارة ، يعني الروح الطاهرة ، سمي روحه قدساً لأنه لم تتضمنه أصلاب الفحولة إنما كان أمراً من الله تعالى . وقال السدي وكعب : روح القدس هو جبريل ، وتأييد عيسى بجبريل عليها السلام هو أنه كان رفيقه وقرينه يوحي إليه ويعينه ويسير معه حيثما سار

الصفحة 177