كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)
"""""" صفحة رقم 180 """"""
عيسى : ما تقولين ؟ قالت : أنا جارية هذا ولا أعرف هذا . فقال لها عيسى : ردي علينا ما أعطيناك . قالت : قد فعلت . فسقطت مكانها ميتة . فقال عيسى : هل رأيتم رجلاً أماته الله كافراً ثم بعثه فآمن . وهل رأيتم امرأة أماتها الله مؤمنة ثم أحياها فكفرت .
قالوا : ومروا بميت على سرير ، فدعا عيسى الله تعالى ، فجلس على السرير ونزل عن أعناق الرجال ولبس الثياب وحمل السرير على عنقه ورجع إلى أهله وبقي وولد له .
وممن أحياه عيسى بإذن الله تعالى ابنة العازر ، قيل له : أتحييها وقد ماتت بالأمس فدعا الله عز وجل ، فعاشت وبقيت وولدت .
قال الكسائي : وسال بنو إسرائيل عيس - ع - أن يحيى لهم عزيراً ، فقال : التمسوا قبره فالتمسوه ، فوجدوه في صندوق من حجر ، فعالجوه ليفتحوا بابه فلم يستطيعوا ذلك . فرجعوا إلى عيسى وأخبروه أنهم عجزوا أن يخرجوه من قبره ، فأعطاهم ماء في إناء وقال : انضحوه بهذا الماء فإنه ينفتح . فانطلقوا ونضحوه بالماء فانفتح طابقه . فأقامه عيسى في أكفانه فنزعها عنه ، ثم جعل ينضح جسده بالماء ولحمه ينبت وشعره وهم ينظرون . ثم قال عيسى : يا عزير احي بإذن الله ، فإذا هو جالس . فقالوا : ما شهادتك على هذا الرجل ؟ فقال عزير : أشهد أنه روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وأنه عبد الله ونبيه وابن أمته . قالوا : يا عيسى ، ادع ربك يحييه لنا فيكون بين أظهرنا . فقال عيسى : ردوه إلى قبره فإنه انقطع رزقه وانقضى أجله ، فردوه إلى قبره .
ومن معجزاته عليه السلام إخباره عن الغيوب
قال الله عز وجل إخباراً عنه : " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين " . قالوا : لما أبرأ عيسى - ع - الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله قالوا له : إنك تزعم أنك تخبرنا بما نأكل في بيوتنا وما ندخر . قال نعم . قالوا : فإنا نجمع خيارنا وأحبارنا ورهباننا فنأمرهم أن يأكلوا ويدخروا في بيوتهم ثم نأتيك فتخبرنا . قال نعم . فانطلقوا إلى بيوتهم وأكلوا وادخروا وأقبلوا إليه من الغد ، وسأله كل رجل منهم وهو يخبره بما أكل وادخر .