كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 190 """"""
الله . فقال الثالث : كلا كما قال شططاً وأخطأ وجار وقال قولاً عظيماً ، وهل ينبغي لله أن يتخذ صاحبة يكون له منها ولد وهل ينبغي لولد هو من الله أن تستقل به قوة امرأة ويسعه رحمها ولكنه إله مع الله وليس بولد لله وليس بالله كما قلتما . قال : فتفرقوا على ذلك ونطق الناس بقولهم ، فصار ذلك كلام النصارى . قال الله تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " . وقال تعالى : " وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه " . وقال تعالى : " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد " .
ذكر خبر إبليس حين عارض عيسى عليه السلام وما خاطبه به وجوابه
قال وهب : ثم جاء إبليس إلى عيسى بن مريم فعارضه في عقبة من عقاب الأرض المقدسة يقال لها عقبة فيق : فقال له : أنت المسيح بن مريم ؟ قال عيسى : أنا المسيح عيسى بن مريم روح الله وكلمته وعبد الله وابن أمته . فقال له إبليس : فأنت إله الأرض . قال : بل إله الأرض ربي . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أن تكلمت في المهد صبياً . قال : بل العظمة للذي أنطقني في صغري . قال : بل فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيه فتكون طيراً . قال عيسى : بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخر لي . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تشفي المرضى . قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه شفيتهم وإن شاء أمرضني . قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحيي الموتى . قال عيسى : بل العظمة للذي بإذنه أحييهم ، ولا بد أنه سميت من أحييت ويميتني . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعبر البحر فلا تبتل قدماك ولا ترسخ فيه . قال : بل العظمة للذي ذلله . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تعلم الغيب . قال : بل العظمة لعالم الغيب والشهادة ، لست أعلم إلا ما علمني . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك كونت من غير أب . قال : بل العظمة للذي كونني وكون آدم وحواء من قبلي . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك سيأتي

الصفحة 190