كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 194 """"""
عمران وامرأة كان عيسى دعا لها فأبرأها الله من الجنون يبكيان عند المصلوب ، فجاءهما عيسى - ع - فقال لهما : على ماذا تبكيان ؟ فقالتا عليك . فقال : إن الله تعالى رفعني فلم يصبني إلا خير ، وإن هذا شيء شبه لهم . ثم قال أيضاً في قصة وفاة مريم عن وهب : لما أراد الله تعالى أن يرفع عيسى - ع - آخى بين الحواريين وأمر رجلين منهما وهما شمعون ويوحنا أن يلزما أمه ولا يفارقانها ، فانطلقا ومعهما مريم إلى نيرون ملك الروم يدعوانه إلى الله عز وجل ، وقد بعث الله إليه قبل ذلك بولس . فلما أتوه أمر بشمعون وبولس فقتلا وصلبا منكسين ، وهربت مريم ويوحنا ، حتى إذا كانا في بعض الطريق لحقهما الطلب ، فخافا فانشقت لهما الأرض فغابا فيها ، فأقبل نيرون ملك الروم وأصحابه فحفروا ذلك الموضع فلم يجدوا شيئاً فردوا التراب على حاله ، وعلموا أنه أمر من الله عز وجل . فسأل ملك الروم عن حال عيسى فأخبر به فأسلم . وقد قيل في إسلامه غير هذا ، وعلى ما نذكره إن شاء الله تعالى .
الباب السادس من القسم الثالث من الفن الخامس في أخبار الحواريين الذين أرسلهم عيسى عليه السلام وما كان من أمرهم مع من أرسلوا إليه وخبر جرجيس
ذكر خبر أخبار الحواريين
قال الكسائي قال وهب : وأصبح الحواريون على أبواب المدائن التي بعثوا إليها ، يتكلم كل رجل منهم بلغة الأمة التي بعث إليها . فبعث إلى أهل رومية رجلين من الحواريين ، وبعث إندراوس ولوقا إلى أرض الحبشة ، وبعث رجلاً إلى بابل ،

الصفحة 194