كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 195 """"""
وبعث رجلاً إلى إفريقية ، ورجلاً إلى أصحاب قرية الكهف ، ورجلاً إلى بربر ، ورجلين إلى أنطاكية ، ورجلاً إلى السند والهند ، وأقام شمعون مكانه وهو رأسهم ، وأمروا أن يستظهروا به فيما يهمهم .
ذكر خبر يوحنا وبولس اللذين توجها إلى إنطاكية
قال الكسائي : لما أصبح يوحنا وبولس على باب إنطاكية دخلاها عند فتوح بابها ، وملكها يومئذ مخلنطيس بن مخلنطيس ، وكان ظالماً جباراً متكبراً ، فلم يقدرا على الوصول إليه ، وما أمكنهما أن يذكرا ما جاءا فيه مخافة أن يقتلا قبل أن يبلغاه رسالة الله تعالى . فكانا كذلك مدة ، حتى شخص الملك من منزله إلى مستنزه له فنادياه من بعيد بالإنذار . فلما سمع أصواتهما أرسل من يسمع مقالتهما فبلغاه رسالة الله عز وجل ؛ فأمر الملك بجلد كل منهما مائة جلدة وحلق رءوسهما حلق الشمامسة ليمثل بهما ، ثم أمر بهما إلى السجن ليخلدا فيه . فأوحى الله تعالى إلى شمعون بخبرهما وأمره بالانتصار لهما . فخرج حتى بلغ أنطاكية فدخلها ، وتلطف حتى صحب خواص الملك وبطانته وأنسوا به وذكروه للملك . ثم طرق السجن ليلاً ، وكان له باب من حديد طوله خمسون ذراعاً وعرضه ثلاثون ، وكان إذا فتح صرصر حتى يسمع صريره أقصاهم وأدناهم . فأرسل الله تعالى ملكاً فاقتلع الباب من موضعه فلم يسمع له صوت ، وألقى الله عز وجل السبات على أهل السجن وحراسه . فدخله شمعون ، واجتمع بيوحنا وبولس وبشرهما عن الله بالثواب والخير وانصرف عنهما ، ورد الملك باب السجن إلى موضعه . وكان شمعون يدخل مع الملك وأصحابه إلى بيوت أصنامهم ويسجد لله ويبكي ويكثر العبادة وهم لا يشكون أنه يعبد

الصفحة 195