كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 14)

"""""" صفحة رقم 210 """"""
عني فإني قد آلمني العذاب . فقال لها : انظري فوقك . فلما نظرت ضحكت . فقال لها : ما الذي يضحكك ؟ قالت : أرى ملكين فوقي معهما تاج من حلي الجنة ينتظران به روحي أن تخرج . فلما خرجت أتيا بذلك التاج ثم صعدا بها إلى الجنة . قال : فلما قبض الله تعالى روحها أقبل جرجيس على الدعاء فقال : اللهم أنت أكرمتني بهذا البلاء لتعطيني فضائل الشهداء ، فهذا آخر أيامي التي وعدتني فيه الراحة من بلائك ، فإني أسألك ألا تقبض روحي ولا أزول من مكاني هذا حتى تنزل بهؤلاء القوم من سطوتك ونقمتك ما لا قبل لهم به حتى تشفي به صدري وتقربه عيني ؛ فإنهم ظلموني وعذبوني . اللهم وأسألك ألا يدعو بعدي داع في بلاء وكرب فيذكرني ويشير باسمي إلا فرجت عنه ورحمته وأجبته وشفعني فيه . فلما فرغ من هذا الدعاء أمطر الله عليهم ناراً من السماء . فلما رأوا ذلك عمدوا إليه وضربوه بالسيوف غيظاً عليه من شدة الحريق ليعطيه الله تعالى بالقتلة الرابعة ما وعده . ثم احترقت المدينة بجميع ما فيها وصارت رماداً ، فحملها الله من وجه الأرض وجعل عاليها سافلها ، فمكثت زماناً يخرج من تحتها دخان منتن لا يشمه أحد إلا سقم سقماً شديداً . وكان من آمن بجرجيس وقتل معه أربعة وثلاثون ألفاً وامرأة الملك . قالوا : وكان جرجيس في أيام ملوك الطوائف . .
التذبيل على القسم الثالث من الفن الخامس
يشتمل على ذكر الحوادث التي تظهر قبل نزول عيسى بن مريم إلى الأرض ، وما يكون من الفتن والحروب ، وخروج من يخرج ويتغلب على البلاد ، وخروج المهدي والدجال ونزول عيسى بن مريم وقتله الدجال ، وخروج يأجوج ومأجوج وهلاكهم ، ووفاة عيسى بن مريم ، وما يكون بعده من أشراط الساعة ويوم القيامة

الصفحة 210